كنيسة مار إلياس في حيّ الدويلعة-دمشق | مصدر الصورة: منظّمة عمل الشرق
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: فريق عمل آسي مينا
دمشق, الثلاثاء 22 يوليو، 2025
مرّ شهر على تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق. وباستثناء تشديد الحراسة الأمنية على الكنائس، لم تُتخذ إجراءات ملموسة أخرى على الأرض. بل إنّ التطورات التي طالت المسيحيين، بشكل مباشر أو غير مباشر، صعّبت قدرتهم على التأقلم مع الواقع الجديد، وعزّزت رغبتهم في مغادرة البلاد.
رغم الانفلات الأمني منذ التغيير السياسي، وما تبعه من مقتل مسيحيين واعتداءات على كنائسهم ومقابرهم ومقدّساتهم، بقيت فئة منهم مؤمنةً بأنّ بلوغ برّ الأمان يحتاج إلى وقت وصبر. لكنّ المجازر بحقّ العلويين في الساحل السوري في آذار/مارس الماضي، والتي لم تُقدم اللجنة الحكومية للتحقيق في تقريرها اليوم أي نتائج حقيقية بشأنها، شكّلت جرس إنذار أوليًّا للمسيحيين.
ورسّخت أحداث السويداء الطائفية، وتخريب بيوت المسيحيين وكنائسهم، وقتل مدنيين عُزّل، بينهم مسيحيون ومواطن أميركي، هذه الرؤية المتشائمة إزاء الصمود المسيحي في البلاد.
وعمّق التجييش الإعلامي الشرخ المجتمعي أيضًا، إذ طال مختلف المكونات السورية من خلال ضغوط متصلة بطريقة لباسهم وأسلوب حياتهم، فضلًا عن العنف اللفظي والجسدي، أو ملاحقتهم قضائيًّا بمجرّد التعبير عن آرائهم «المختلفة».
ورغم ذلك كلّه، فتحت كنيسة الروم الأرثوذكس في السويداء أبوابها لمئات العائلات النازحة من مختلف الطوائف، مؤمّنةً لهم المأوى والغذاء والدواء. وكان على رأس الفريق الإغاثي راعي الكنيسة المطران أنطونيوس سعد الذي قال: «الكلّ تجنّد في خدمة الإنسان، كبارًا وصغارًا. هذه هي حقيقة الكنيسة التي تبث الفرح في النفوس اليائسة، وتحوّل الحزن إلى رجاء. إيماننا بالمسيح يجعلنا نراه مرتسمًا على وجه كلّ إنسان خلقه الله، وبالتالي، وجبت علينا خدمته بمحبة غير مشروطة».
لا يتردّد مسيحيون كثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي في التعبير عن يأسهم إزاء غياب القانون، وسهولة ارتكاب الجرائم بلا محاسبة. فهؤلاء، كانوا يأملون أن تتحول الخطابات والبيانات الرسمية إلى أفعال على الأرض، لكنّهم صُدموا برؤية سوريا تنزلق إلى نموذج ديني متشدّد على غرار «أفغانستان»، بدل أن تتحول إلى «سنغافورة ثانية» وفق وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقال أحد المحامين المسيحيين من حلب عبر فيسبوك: «لم يعد هناك ضمير في نفوس بعض أبناء هذا البلد. ميليشيات ومسلحون يسرحون ويمرحون بلا رادع ولا رقيب. كيف يمكننا أن نعيش معًا، وننسى خلافاتنا الإثنية والعرقية والدينية، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه عشرين مليونًا، بينما بلاد أخرى يتجاوز عدد سكانها المليار، تعيش بسلام؟».
كنيسة مار إلياس في حيّ الدويلعة-دمشق. مصدر الصورة: بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس
جهود كنسيّة لإغاثة سكان السويداء، سوريا. مصدر الصورة: أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس
جهود كنسيّة لإغاثة سكان السويداء، سوريا. مصدر الصورة: أبرشيّة بصرى حوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس
كنيسة مار إلياس في حيّ الدويلعة-دمشق. مصدر الصورة: بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس