
تعبيرية- GettyImages
عشتارتيفي كوم- باس نيوز/
لليوم السابع على التوالي، يعيش سكّان العاصمة العراقية بغداد على وقع اضطرابات حادة في أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، وسط حالة ارتباك أصابت خدمات الملاحة والتطبيقات الذكية وشركات التوصيل والنقل، في واحدة من أعنف موجات التشويش التي شهدها العراق خلال السنوات الأخيرة.
وتتركز الظاهرة في نطاق المنطقة الخضراء والأحياء المحيطة بها مثل القادسية والحارثية والسعدون، فيما تشير معطيات أولية إلى أن التشويش طال أيضاً الطائرات المدنية التي حلّقت فوق العاصمة، ما دفع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) إلى تلقي بلاغات من طيارين أبلغوا عن فقدان الإشارة أو انحرافها أثناء التحليق في الأجواء العراقية.
بدوره، قال خبير الاتصالات رضا خضير لـ(باسنيوز)، إن "موجات التشويش لا تبدو عشوائية، بل تتبع أنماطاً فنية توحي بأنها موجهة خصيصاً للتشويش على الطائرات المسيرة والأنظمة العسكرية، تحسباً لأي طارئ أمني"، مشيراً إلى أن "المؤشرات الأولية تفيد بوجود مصدر ثابت أو متحرك داخل بغداد يصدر إشارات عالية التردد، لم يتم تحديده بدقة حتى الآن".
وأضاف خضير أن "فقدان إشارات الـ (GPS) يؤثر بشكل مباشر على حركة النقل، وخدمات سيارات الأجرة والتوصيل، وحتى فرق الطوارئ التي تعتمد على تتبع المواقع للوصول إلى وجهاتها"، لافتاً إلى أن "هذا النوع من التشويش عادة ما يُستخدم في أوقات التوتر الأمني أو عند تنفيذ إجراءات وقائية مرتبطة بحماية مواقع حساسة".
موضحاً ، أن "السكوت الرسمي عن هذه الظاهرة يثير القلق، لأن استمرارها يُعدّ تهديداً مباشراً للبنى التحتية الرقمية والأمن الاقتصادي في البلاد"، داعياً وزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات إلى "إصدار توضيح رسمي حول ما يجري والكشف عن مصدر التشويش، سواء كان تجريبياً أو أمنياً".
وأكد خضير ، أن "العراق اليوم أمام اختبار حقيقي في قدرته على حماية فضائه الإلكتروني والترددي، فغياب الشفافية في التعامل مع هكذا حوادث قد يفتح الباب أمام تكهنات لا تقل خطورة عن الحدث نفسه".