
عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/
برعاية وبركة غبطة أبينا البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو الكلّي الطوبى، وبدعم سيادة المعاون البطريركي مار باسيليوس يلدو الجزيل الاحترام، نظّمت رابطة العائلة التابعة للمجلس الأبرشي للبطريركية الكلدانية في بغداد رحلة حجّ إلى جنوب العراق، وذلك بمناسبة اختتام سنة يوبيل الرجاء المقدّسة.
جاءت هذه الرحلة كتعبير حيّ عن السير معًا كجماعة مؤمنة نحو نور الرجاء الذي يدعونا إليه المسيح، وقد تخلّلت أيامها تأملات ميلادية مقتبسة من تراث آباء الكنيسة المشرقيين الذين أنشدوا سرّ النور واللوغوس (الكلمة) الذي “أشرق في الظلمة” ليجدّد الخليقة.
اليوم الأول
ابتدأ الحجّ بزيارة جميع الكنائس التي تحتضن الأبواب المقدسة في محافظة البصرة، وهي كنيسة مار أفرام للكلدان، وكنيسة القلب الأقدس للسريان الكاثوليك، وكنيسة القديسة تريزة للطفل يسوع للاتين.
وهناك رفع الحجاج الصلوات ورتّلوا مزامير الرجاء، مستلهمين كلمات مار أفرام الذي رأى في ميلاد المسيح “شعاعًا يقود القلوب التائهة إلى حضن الآب”.
وبعد هذه المحطات الروحية، واصل الحجاج برنامجهم الثقافي بزيارة أبرز معالم البصرة، ومنها ملعب النخلة الدولي و كورنيش شط العرب، وسط أجواء أخوّة وفرح روحي.
اليوم الثاني
توجّه الحجاج إلى معالم الحضارة الأولى في بلاد الرافدين، فكانت المحطة الأولى الزقّورة في مدينة أور، ثم بيت أبينا إبراهيم، حيث ترأس سيادة المطران حبيب النوفلي السامي الاحترام، يرافقه الآباء الكهنة، القداس الختامي في كنيسة إبراهيم. وقد اختلطت مشاعر الإيمان بعمق الانتماء لهذا الإرث الإبراهيمي الذي يوحّد المؤمنين في مسيرة رجائهم نحو اكتشاف وجه الله.
بعدها توجّه الكروب إلى إحدى عجائب العراق الطبيعية، أهوار الجبايش، وتناولوا الغداء في مضيف الأهوار وسط طبيعة تنطق بسكون الله وجمال خليقته، مستذكرين قول يعقوب السروجي: “النور الإلهي يشرق أوّلاً في قلب المتواضع”.
مرافقة واستقبال
رافق الكروب المكوّن من ٨٨ حاجًا الآباء الأفاضل:
الأب الخورأسقف نضير دكو، الأب سلوان سليم، الأب مدين شامل، والأخت كارولين سعيد المحترمة.
وكان في استقبالهم بكل محبة سيادة المطران حبيب النوفلي الجزيل الاحترام، إلى جانب سيادة المطران فراس دردر الجزيل الاحترام،والأب فرنسيس دومنيك، والأب الخوري عماد البنا، والأب أرام بانو المحترمين، إضافة إلى حفاوة الاستقبال والضيافة من الجماعة المؤمنة في البصرة.
خاتمة روحية
لقد كان هذا الحجّ مسيرة رجاءٍ حقيقية ختمت سنة اليوبيل بروح الشكر والفرح، وسارت على خطى آبائنا المشرقيين الذين علّمونا أنّ النور الذي سطع في مغارة بيت لحم هو ذاته النور الذي يقود خطوات المؤمنين عبر التاريخ، وأنّ اللوغوس – الكلمة – لا يزال يفتح أمامنا أبواب الرحمة كي نعبر فيها نحو حياة جديدة.
وهكذا عاد الحجاج إلى بغداد وهم يحملون نور الرجاء في قلوبهم، وقد اختتموا سنة اليوبيل بصلوات تفتح الطريق نحو مسيرة إيمان متجدّدة.