الرئيس بارزاني يستقبل بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وأساقفة المجمع المقدس      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام      البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية      الأف بي آي يحذر مجدداً.. أميركا قد تشهد هجوماً داعشياً      يشبه يوتيوب.. منصة "إكس" تعلن قرب إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو      أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي
| مشاهدات : 1023 | مشاركات: 0 | 2022-05-02 11:21:22 |

حكاية من هذا الزمن .. الكنيسة، كنيسة المسيح ... ليس إلا!

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

إنه زمن الوباء، زمن قاسي بأيامه ولياليه، فيه إزدادت مسالك الألم ولا من معزٍّ، وأصبح الحق والحقيقة ضحيتان بريئتان لمسيرة الحياة المزيفة عبر سبل الطائفية والحقد والكراهية المختلفة، وجعلنا من كلامنا رسالــة كي نقــــول للصالحيـــن "إننــــا أمــــراء"،

ونُظهر أنفسنا مصلحين لمجتمع نعتبره فاسداً دون أنفسنا، وهذا ما يجعلني أن أقول "أن المسيح يُصلَب من جديد"... فالويل لنا، فقد أضعنا بوصلة الحقيقة من أجل مآرب الدنيا والتمجيد الزائل كي تكون آلهتنا.

وحكايتي، إحدى حقائق مسيرتي الخاصة التي اصطبغتُ بها بنعمة السماء وبوضع يد القديسين الأمناء الذين رحلوا إلى مدينة الأحياء وأصبحوا اليوم نموذجاً للحياة، والرب كان خادماً (لوقا 27:22)، وما الخدمة إلا سبيل البابا فرنسيس (المالك سعيداً)... وهذه هي الحكاية:

أخ وأخت (س، ص)، شخصان من عائلة واحدة، أعمارهما متقاربة بين (65-70) سنة، ومنذ أن تعرفتُ عليهما في عام 1985 قمتُ برعايتهما وخدمتهما الروحية، وكنتُ بين فترة وأخرى أقوم بزيارتهما لعلّ وعسى يحتاجان إلى خدمة بسبب مرض (لا سمح الله) أو بمناسبة الأعياد، وخاصة في هذا زمن الوباء، وكانا يترددان أغلب الأحيان إلى الكنيسة للحضور والمشاركة في الذبيحة الإلهية، وعندما كنتُ أفتقد حضورهما كنتُ أتصل بهما عبر الهاتف الأرضي لأسأل عنهما.

قبل سنتين، لاحظتُ أن الأخ لوحده يقصد الكنيسة للمشاركة في القداس الالهي، فلما تكررت هذه الحالة مرات عدة سألتُه: أين هي أختكَ؟ فهي لم ترافقكَ منذ فترة طويلة، أجابني بكل ألم: أبونا، لقد طلبتُ منها المجيء معي ولكنها لا ترغب بالمجيء. فقلتُ له: لماذا؟، فقال: لا أعلم! عندها تركتُ السؤال والجواب.

مرت الأيام والأشهر والسنون، ويوماً ما وكعادتي اليومية كنتُ أواصل مسيرتي الراجلة - حسب برنامجي اليومي وخاصة في هذا زمن الوباء برفقة أحد المؤمنين - إذ كان للصدفة دور أن ألتقيهما معاً، فسلّمتُ عليهما كعادتي – وهذه من العلامات التي لا تفارق محيّاي – وقلتُ بكل فرح ومحبة وباللهجة المحكية: أين أنتِ سيدتي الغالية يا مدام؟ "وينكي ما كو، من زمان ماشفناكي، ما بقى تجين للكنيسة، وسألتُ أخوك عنك بس ما أعطاني جواب"، فأجابتني وبدون مقدمات "أبونا أنا أروح لكنيستي ما أجي عدكم". قلتُ لها ماكو مشكلة، الكنائس كلها للمسيح وللصلاة. فأكملتْ حديثَها بقولها: إحنا مو من طائفتكم، ومسؤول كنيستي شافني وقال لازم تجين أنتِ واخوكِ لكنيستكم وتحضرون القداس، فقلتُ لها: كلام جميل، بس يسوع موجود في كل كنيسة.

نعم، وكما يقول مار بولس أيضاً "معلّمكم واحد وربكم واحد يسوع المسيح" (أفسس 5:4)، صدمتني حقيقةً بجوابها هذا، وجعلتني أصمتُ قليلاً، وكانت ملامح وجهها تُظهر أنها تريد أن تغادر الموقف الذي هي فيه، كما إني أردتُ الشيء نفسه، فختمتُ الحديث بيننا بالسلام وتركتهما وواصلتُ المسيرة الراجلة إذ لم أقدر أن أعطيها الجواب الشافي أو أن أعلّق بأي تعليق، فكان الصمت جواباً لكلامها، ومن حينها أدركت أن السبب ليس سببها.

وبعد حوالي شهرين من الزمن وبسبب وباء كورونا شاء الرب أن تغادر السيدة إلى مدينة الأحياء وتترك دنيانا، فجاءني أخوها وأبلغني بنبأ إنتقالها إلى مدينة الاحياء (وفاتها)، وطلب مني أن أقيم الذبيحة الإلهية راحةً عن نفسها وقال لي "إحسبها عليّ أبونا"، فقلتُ له "ليش شكو"، قال "أرجو أن تعذرني أبونا فقد أخفيتُ عنك الحقيقة طوال غيابي عنك ولم نوفيكَ أتعابك فقد كنتَ معنا مخلصاً وخدوماً، وقد أوصتني بعدم البوح بهذا السر".

أدركتُ حينها أننا في كثير من الأحيان يجب أن ننتبه كي لا نكون عثرة للآخرين الأبرياء وخاصة نحن رجال المعابد، فالرب يسوع يقول "الويل لمن على يده تأتي الشكوك" (متى 7:18)، وربما نحن السبب في ذلك لأننا نجعل مؤمنينا ينبذون الآخر المختلف عنهم عبر تبشيرنا بالطائفية والمحسوبية والمُلكية الخاصة. فالكنائس كلها للمسيح ولا غير المسيح ولا لأشخاص من الدنيا، ولكنها أُعطيت أسماء أشخاص قديسين لتمييزها وشفاعتها.  

فيا رب، في ختام هذه الحكاية علّمنا أن نعمل في هذ الزمن القاسي لسمائنا وليس لزوالنا، وأن نكون خدّاماً أمناء وأوفياء وأحباء من أجلك ولأجلك ولا غير ذلك أيها المسيح الحي، ولا كنيسة إلا كنيستكَ... نعم وآمين.  










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6646 ثانية