غبطة البطريرك يونان يحتفل بالقداس مساء الأحد التاسع بعد العنصرة في كنيسة القديس توماس مور اللاتينية في مدينة أوكلاند – نيوزيلندا      البطريرك ساكو يستقبل مدير عام الدراسات السريانية / وكالة السيدة آن أندراوس جولاغ      غبطة البطريرك ساكو يستقبل نائب السفيرة الأمريكية في العراق      قرار السينودس الكلداني حول مباركة ارتباط المثليين      كنيسة برطلي للسريان الارثوذكس تقيم احتفالية خاصة لتكريم الطلبة المتفوقين      ختام فعاليات النشاط الصيفي للمرحلة الاعدادية لإيبارشية اربيل الكلدانية      بمشاركة الأدباء السريان وجمعية ألقوش … الثقافة السريانية تقيم حفلاً تأبينياً للعلامة بنيامين حداد      غبطة البطريرك يونان يصل إلى مطار أوكلاند الدولي للقيام بالزيارة الرسولية الأبوية الأولى إلى المؤمنين في نيوزيلندا، أوكلاند – نيوزيلندا      ختام النشاط الصيفي للمراحل الاعدادية لايبارشية أربيل الكلدانية      صور من الشهر الأول للدورة الصيفية لتعليم المسيحية واللغة الآشورية      حكومة إقليم كوردستان تطلق مشروعاً تجريبياً لتجهيز أحد أحياء أربيل بالكهرباء على مدار الساعة      نفوق ملايين الأسماك يدق ناقوس الخطر.. ميسان تحذّر من تسبب شح المياه بخسائر كبيرة جداً      دير القديس هيلاريون بغزة.. أسباب إدراجه على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر      إنجلترا تسجل أعلى مستويات تشخيص بالخرف منذ الجائحة      ساعات قبل الأولمبياد هجوم يشل قطارات باريس      ترامب يرفض مناظرة هاريس قبل تثبيتها رسمياً مرشحة للرئاسة      تغير المناخ يسبب تغيرا بأنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة      اللاعب العراقي علي جاسم إلى كومو الإيطالي      البابا فرنسيس يقول إن مجتمعاً أخوياً يُبنى من خلال ميثاق جديد بين الشبان والمسنين      الكرسي الرسولي يؤكد أن نزع السلاح النووي هو مسؤولية خلقية تجاه البشرية
| مشاهدات : 1958 | مشاركات: 0 | 2024-02-09 07:26:02 |

صوم الأربعين يوماً ودلالاته

وردا أسحاق عيسى القلًو

 

 

( ليس بالخبز وحدهُ يحيا الإنسان ) " لو 4:4 "

   الصوم أول فريضة فرضها الله على الإنسان في جنة عدن فأمر آدم وحواء بأن يصوما من تناول ثمرة شجرة معرفة الخير والشر . لكن الإنسان سقط في التجربة فطرد . إستمر الصوم مع الإنسان في العهد القديم وإلى أن دخل في العهد الجديد ليستمر بالصوم وبحسب وصايا الكنيسة إلى جانب الصلاة .

  للصوم حسناته ، ففي فترة الصوم يتسلح المؤمن بسلاح قوي يتحدى به تجارب الإبليس ، فعليه أن لا يستسلم لحياة رخوة ليبالغ في الطعام والشراب ، إنما عليه أن يلتزم بالصوم كما صام المسيح الذي صار قدوة للمؤمنين به فعلمهم عبادة الله أولاً أكثر من عبودية البطن وشهوات الجسد . لهذا أسس الصوم كنظام إيماني ليعمل به الجميع .

  يسوع المسيح صام أربعين يوماً علماً بأنه لم يكن بحاجة إلى الصوم ، صام ليصبح مثالاً للإنسان ، فتنازل لأجل البشرية وصام ليعلمنا كيف نقاوم التجربة بعد الإيمان والمعمودية وكما حصل له بعد عماده . نحن البشر سنتعرض للتجارب وملاحقات الشيطان كما تعرض يسوع بعد المعمودية . صام يسوع اربعين يوماً وأربعين ليلة في البرية لم يتناول شيئاً طوال تلك الأيام ، وذلك لكي يميت رغبة الجسد بمثابرته في الصوم وإستمراريته . صام يسوع نفس المدة التي صامها النبيين موسى وإيايا اللذان لم يذكر الكتاب عنهما بأنهما قد جاعا عكس يسوع الذي كتب عنه بأنه جاع . فهل جاع فعلاً إلى الطعام ، أم جاع لخلاص البشر ؟

علماً أنه إعترف بأنه جاع جسدياً إذاً جوع الرب يسوع كان حيلة تقية ضد الإبليس ، فإخضاع يسوع جسده للجوع أعطى لعدوه فرصة وحجة لمهاجمته ليقاومهُ كإنسان كامل دون أن يلجأ إلى إستخدام لاهوته المتحد بناسوته . عندما رآه الشيطان جائعاً إنتهز الفرصة لتجربته كإنسان وكما فعل مع الأبوين . فتظاهر بأنه مهتم بصحة يسوع الجائع فطلب منه أن يحول الحجر إلى خبز ومن ثم يتناولها فيقضي على جوعه . حيلته كانت لإغضاع يسوع إلى آرائه وأوامره لكنه فشل .

   ماهو رمز الصيام لأربعين يوماً ؟

 رقم الأربعين عدد بارز مستمر مع تاريخ الإنسان . يبدأ من مياه الغمر التي سالت لمدة أربعين يوماً فأغرقت الأرض كلها ( تك 4:7 ) . وهكذا جاء صوم موسى لعدد مماثل فأعطي نعمة وإستحق أن يتلقى الشريعة ( خر 28:34 ) ، كما أن هذا العدد هو لسنين التي عاشها الشعب العبري في البرية بعد خروجهم من أرض العبودية . فتناولوا هناك خبز الملائكة ، وحسنات السماء ، وبعد ما أكتمل هذ العدد بالسنين ، إستحقوا الدخول إلى أرض الميعاد ( يش 6:5 ) . وبعد موسى جاء إيليا النبي في جبل حوريب مشدداً بالطعام الملائكي ، ومن ثم جاء العهد الجديد ليصوم فيه يسوع نفس الفترة ، لا أكثر لكي لا يتهم بأنه قد إستخدم قدراته اللاهوتية لأجل المقاومة . كما أنه لم يتلق اي معونة خارجية ، لا من السماء ولا من الأرض .

   قال القديس غريغوريوس الكبير عن العدد أربعين يرمز إلى فعالية الوصايا العشر إلى ملئها في كتب الأنجيل المقدس الأربعة . فنتيجة حاصل ضربها هو الرقم أربعون .

  نحن نتمم تعاليم الوصايا العشرة بكاملها عندما نلتزم بتعاليم الأنجيل المقدس الأربعة . كما أن العدد أربعين يشير إلى مجمل الحياة الحاضرة ، وعلى البشر في كل صقاع العالم الأربعة أن يتسلحوا بالوصايا العشرة ضد التجارب ، أو يعني العدد أربعة كل حركة غير جائزة للجسد وعلى الوصايا العشر أن تعارض تلك الحركات . والعدد عشرة هو مجموع ثلاثة وسبعة . ثلاثة وصايا تخص الله ، وسبعة تخص القريب .

   عبَّرَ ( جان دولاروستيل ) ليشرح الإصحاح الرابع من إنجيل متى عن الصوم ، فقال : بخصوص السر في الصوم الأربعيني ، فهو بالفعل علاقة على غفران الخطايا . وإتمام مدة الحكم ، وتحقيق العدالة . غفران الخطايا ، لأن مجموع قواسم العدد أربعين يؤدي إلى الخمسين ، رقم اليوبيل وصورة الغفران ، لأن الرقم أربعين هو حاصل ضرب أربعة في عشرة . الصوم أربعين يوماً يعني إكمال مدة الحكم لكل من خالفوا الشريعة والآناجيل . تحقيق العدالة لأننا بهذا العدد نوفي ديوننا من العشور وبواكير الزمن .

  في الختام نقول : فترة الصوم هي أقدس أيام السنة لأن الإنسان يلجأ للإقتراب من الله من أجل غفران ذنوبه ولكي يتطهر ويشبع لا من خبز الجسد ، لأن ( ليس بالخبز يحيا الإنسان ) ، بل هنا خبزاً للروح موجود في كلمة الله المدوَّنة لنا في الكتاب المقدس ، فأثناء الصوم يلجأ الإنسان إلى تناول كلام الله من خلال القراءة ، أو السماع . وبكلمة الله يرتبط وجوده وقيمته الغذائية . الإنسان الذي يتغذى بالخبز فقط لا يعيش بواسطة الخبر ، بل بكل كلمة من الله ( لو 4:4 ) وهذا يدل على ثلاث أشياء :

 أولاً : كلمة الله غير المخلوقة ، وهي مسبب الواقع الذي نعتبرهُ .

 ثانياً : الكلمة التي هي علّة هذا الواقع المخلوق بالكلمة الإلهية وبحسب الفكر الإلهي . الإنسان يعيش من كل هذا . أن مادة الخبز لن تغذي إن لم يكن الغذاء في الفكر الإلهي الخاص بالخبز . وما كان هذا الفكر ليوجد لو لم تكن هناك كلمة الله التي هي علّة إستمرار كل حقيقة خلقها وسبب هذا الإستمرار .

   الجسد يتطلب الغذاء المادي . أما الجزء الآخر من الإنسان فهو روح يتغذى من الخبز السماوي ، والله هو خبز الملائكة والبشر المؤمنين الذين يتناولوه في الخبز السري ومن كلامه الجوهري ووصاياه فيحيوا به ويقودهم إليه إلى حياة لا جوع فيها ولا ألم ولا حزن ، بل فرحٍ دائم .

 توقيع الكاتب ( لأني لا أستحي بالبشارة ، فهي قدرة الله لخلاص كل من آمن ) " 16:1 ".

 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6086 ثانية