

اثناء قرائتي لاحد كتب السياسة صادفت احد تعريفات السياسة والتي تنطبق على حالنا في العراق والتي يمارسها المتصدين في بغداد ضد اقليم كوردستان وهي (الغاية تبرر الوسيلة) والتي جائت ضمن افكار نيكولو ميكافيلي والذي كان سياسيًا ودبلوماسيًا إيطاليًا يعمل باساليب ملتوية في المكر والخديعة.
هكذا يمارس غالبية المتصدين في بغداد هذه السياسة فتراهم عند الحاجة يصطفون في العاصمة اربيل راكعين متوسلين وعندما تنتفي حاجتهم يمارسون ابشع انواع الظلم ضد ابناء الشعب الكوردستاني وضد كوردستان فقطع الرواتب والميزانيات وعمليات قصف لمواقع مهمة وتعطيل قوانين دستورية واجبة الاقرار والتنفيذ وصخب اعلامي نشاز ومحاولات تشويه بذيئة ضد القيادات الكوردستانية كلها تدل على بذائتهم.
نعم انهم ماكرين ومخادعين وسياستهم ميكافيلية (فغايتهم الشخصية تبرر وسيلة عملهم ) وهذه المقولة كانت في القرون الوسطى تستبيح دم الشعوب لانهم يعتقدون بان الاخلاق لعامة الشعب ولا يلزم بها الحكام ومن هم بالسلطة ويتقيدون بكلام ميكافيلي بان السياسة لا علاقة لها بالاخلاق ، ولكن في كوردستان وفي تعاليم مدرسة البارزاني الخالد القويمة هذه السياسة ليس لها اي وجود كوننا نعمل وفق هذه المدرسة التي لاتقبل بنظريات الانتقام وفلسفات السياسة اللاانسانية .
فالبارزاني الخالد صاحب مدرسة سياسية اخلاقية خالصة ظاهرة للعيان من خلال ماقرانا عنها منذ قيامه بتاسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وقيادته لجيش جمهورية مهاباد الكوردية في ايران حتى انتهائها كما ومسيرته الثورية الطويلة والى يوم انتقاله الى حياة الاخرة فالمدرسة البارزانية التي اسسها البارزاني الخالد لم تكن وليدة حالة ارستقراطية ورغد في العيش وقصور وسيارات فخمة ولم يأت فوق دبابة او على دماء الشعب، وانما جاء بمدرسة نضالية عادلة لاستعادة الارض والحق، وكان هذا القائد التاريخي البارزاني الخالد لا يأبه لحياته، واختار المجهول مصيراً لنفسة ولم يكن مستبداً ولم يكن دكتاتورياً في القرار والدليل جعل خيار البقاء والقاء السلاح لكل من كان معه بعد سقوط دولة مهاباد ، فمن كان معه في رحلة النزوح الى موسكو يعلم أنه لا يرى نفسه اغلى من أي شخص موجود معه. وكان هدفه تحرير واستعادة كوردستان، واليوم البارزاني الإبن( سيادة الرئيس مسعود بارزاني) لا يختلف عن البارزاني الاب في التضحية والسعي من أجل كوردستان، فالشعب والدولة والمعارك حاضرة وخطواته محفورة في كل منطقة حررتها البيشمركة من داعش ومعها اعمار وبناء وازدهار وسياسة خارجية وداخلية بدبلوماسية حقيقية في كوردستان .
فالبارزاني الخالد وسيادة الرئيس مسعود بارزاني وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني مجملها وكوادر هذا الحزب بجميع مستوياتهم مؤمنين ايمانا كاملا بتلك التعاليم التي اقرب ان تكون تعاليم سماوية ايمانا كاملا ، الا القليل من الذين تسللوا الى الحزب من اجل مصالحهم الخاصة في ثورة المنافسات الحزبية بعد 2003 من الذين يتنقلون بارائهم وافكارهم بين هذا وذاك دون الاكتراث بالمبادىء فهم دخيلون وليسوا اساسيون وسوف يذوبون من تلقاء نفسهم.
في الختام نقول بان دروس التاريخ تؤكد أن الأمم تُبنى ويتصلب عودها في قمة الازمات لذلك بإمكان قيادة كوردستان وقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وشعب كوردستان أن يثبت جدارته بالكرامة والصبر والبناء، وأن إرادته لا تنكسر بالقصف والحصار بل تزداد صلابة، لذلك نحن بحاجة إلى وحدة حقيقية داخلية وتماسك رصين، ليكون إقليم كوردستان انموذجاً يُحتذى به في عموم المنطقة.