طلاب مدرسة الآحاد يحيون أمسية عيد الميلاد ورأس السنة في كنيسة القديسة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس بزاخو      محافظ نينوى يفتتح نصب الخلود تخليداً لأرواح شهداء فاجعة عرس الحمدانية الأليمة الذي شيد في باحة مطرانية الموصل للسريان الكاثوليك في قضاء الحمدانية      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور سعادة السيد فرنسيسك ريفويلتو-لاناو رئيس مكتب التمثيل الإقليمي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) في أربيل      البطريرك ساكو يستقبل سماحة السيد احسان صالح الحكيم وشقيقته      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يزور دير مار يوسف لرهبانية بنات مريم المحبول بها بلا دنس الكلدانيّات للتهنئة بعيد الميلاد المجيد في عنكاوا      غبطة البطريرك يونان يزور غبطة أخيه روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان بطريرك الأرمن الكاثوليك للتهنئة بعيدي الميلاد ورأس السنة      صور لقرية كوماني تكتسي بحلّةٍ بيضاء ناصعة بعد تساقط الثلوج بكثافة، في مشهدٍ يفيض جمالًا وهدوءًا      بالصور.. بغديدا في اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة      قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث يونان يستقبل معالي الدكتور رامي جوزيف آغاجان      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل سعادة السيد بريجيش كومار القنصل العام لجمهورية الهند في أربيل      محافظ أربيل: 2025 عام ازدهار السياحة وتطور الخدمات في المدينة      وزير الزراعة العراقي: تركيا تطلق لنا 100 متر مكعب من المياه فقط      وثيقة سرية: الجيش الألماني يحذر من "حرب هجينة" تمهد لنزاع عسكري واسع      طهران تبدي استعداداً لمحاورة المتظاهرين.. وتحذر من "زعزعة الاستقرار"      تحذير طبي: قطرات الأنف قد تتحول من علاج إلى إدمان      الفيفا يتجه لإحداث تغيير "ثوري" في قاعدة التسلل      ظاهرة "دودة الأذن".. لماذا تعلق بعض الأغاني في أذهاننا؟      خلود الرجاء... تقرير عن عدد المرسلين المستشهدين عام 2025      الديمقراطي الكوردستاني يستبدل مرشحه لمنصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي      البابا لاون الرابع عشر رجل العام ٢٠٢٥ وفقاً لمعهد موسوعة "تريكّاني" الإيطالية
| مشاهدات : 956 | مشاركات: 0 | 2023-03-20 09:48:22 |

الحلقة الأولى ... إنه زمن الصوم

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

            نعيش اليوم في عالم يبحث عن السعادة ويسعى للحصول عليها من ظواهرها (أكل، مال، شهرة، شهوة، منزلة، تحقيق الذات على حساب الحقيقة، المصلحة الأنانية...إلخ)، ونتفاجأ دوماً بأنّ كل ذلك ينضب قبل أن نرتوي. وفي داخلنا ما يفتش عن فرح دائم لا نعرف أين نجده، وفي كثير من الأحيان نشعر أن الظلام يلفّنا وسط

عواصف التجارب والمعاناة وكأننا متروكون. كذلك عالمنا عالم يسيطر عليه شبح الموت، شبح الوباء، شبح الحروب، شبح الزلازل والقتل والدمار وقتل الإنسان البرئ جسدياً ونفسياً، ولسان الإنسان ينطق بالكذب بدل الحقيقة ليتّهم الآخرين الأبرياء وما ذلك إلا عالم مشحون بالموت، وفيه نتساءل: أين دور الصوم في هذا الزمن؟ وأين دور الصلاة في حياتنا؟ وهل من الضروري الصيام أو إعطاء الصدقة وأمور أخرى؟ وأمام هذه الأسئلة المختلفة نجد أنفسنا في أزمة الحقيقة والإيمان والبشارة حيث يكشف لنا الرب يسوع أن فعلاً عالمنا عالم ظالم نعيش فيه حيث يُقتل البريء، ويُبعَد المتألم والخاطئ والضعيف والمهمش، وتُسلب الحياة من معطي الحياة، ويخلَّص السارق والقاتل... فكم هو ظالم عالمنا.

واليوم، نحن في زمن الصوم نسأل الله لنستعدّ لعيدي القيامة والفصح المجيدين، وفي بدء مشوار هذا الصوم نسأل: أين نحن من هذا الزمن؟ وكيف استعدينا وهيأنا أنفسنا؟ في البدء نقول: إن زمن الصوم والصلاة والصدقة ليس زمن مسألة عواطف، فهدف الصوم هي الصلاة، وهدف الصلاة هو الارتقاء إلى الله بمساعدة الفقير بصدقة تكنّ عن الحبّ الإلهي الذي يتجسد في محبة القريب.

من هنا ندرك أن زمن الصوم هو زمن وقوف الإنسان أمام ذاته لفحص الضمير ولا شيء آخر وهذه دعوة للجميع، للكبار والصغار، للرؤساء والمرؤوسين، فهو ليس زمن آيات ومعجزات وخطابات وبيانات بل زمن حياة وحب وعودة إلى الله الآب. فالمعجزة حقيقة هي أن تحيا لا أن تقرأ، أن تحيا كمؤمن لأن معجزته الكبرى هي التوبة إلى الله والعودة إليه. كما أن زمن الصوم ليس فقط ممارسة تقشفية فردية إنما هو احتفال طويل تدعو الكنيسة فيه الناس كي يتركوا الروح يجدد قلوبهم فحيث من تراب خلقتنا تولد الحياة.

والصوم أيضاً ليس فقط حرمان الذات من أشياء كثيرة فمثل هذا الصيام أصبح فارغاً من معناه ولا علاقة له بالله ولا بالآخر. فالإنسان لا يعيش فقط بالخبز بل بكل كلمة تخرج من فم الله. في هذا ندرك أنه زمن انفتاح على معاناة الآخر ومشاركته وخاصة المهمشين كما يقول إشعياء "أليس الصوم الحقيقي هو أن تكسر للجائع خبزك وأن تُدخل اليائسين والمطرودين والمرفوضين بيتك" (اش 7:58). فالرب يسوع يشجب المظاهر الخارجية ويشدد على حياة حقيقية أمام الله وليس أمام الإنسان. إنها علاقة عميقة وداخلية مع الله، وفي هذا لا يجعلني أن أكون عبداً للعالم وملذاته فكلنا مدعوون للاشتراك بتاريخ الخلاص كلٌّ على حسب موهبته رغم التحديات الفكرية والعلمية والثقافية، ففي ذلك يدعونا الصوم وزمانه إلى الانفتاح على معاناة الآخر لنكتشف فرصة النعمة وحقل الحب للرب في إفراغ ذواتنا من فناء الدنيا ونمتلئ في الصلاة، إذ لا قيمة للصوم بدون صلاة. فلا يجوز أن تكون نظرتنا منغلقة على ذواتنا كي نكون في مسيرة الإيمان وكل ما نعمله في هذا الصيام يبقى باطلاً إذا لم يكن الدافع له هو الإيمان. فبالإيمان عبر الصيام أنقل العوائق والجبال التي تمنعني من العيش كي تصبح طريقي سالكة عبر عدم الاكتفاء الذاتي مما يجعل من مسيرتنا وسيلة للانتصار على الجسد والأهواء الرديئة، ففي ذلك نجد أن تصرفات الإنسان تأخذ معناها برباطها مع الحي الله الآب وليس مع الأهواء، والمكافأة التي تأتينا من الناس بسبب البِرّ الذي عملناه إنما هو ردة فعل الآب الطبيعية تجاه ابنه الذي يعرفه جيداً. فالمكافأة ليست تصفيقاً خارجياً ولا مدحاً لأشخاص نحبهم فتلك أنانية مؤدَّبة تغلق علينا طريق السماء، طريق الحقيقة. ولكن لا نخف فمهما ساورنا الشك في مسيرة حياتنا وفي عالم تستعبده المادة والسلطة والشهرة والشهوة ويقينه العلم والبرهان، نعمل دائماً كمدعوين لنعلن إيماننا بالمسيح القائم من الموت.

لذا علينا أن نعرف كيف نختار وكيف نحب، فحياتنا فيها أحداث كثيرة وغالباً ما ترافق هذه الأحداث أفكار تدعونا لاتخاذ مواقف قد تكون مؤثرة في حياتنا وحياة مَن هم بقربنا من الآخر المختلف، فبولس الرسول يقول "إن كنتَ من أجل الطعام تُحزن أخاك فلا تكون سالكاً في المحبة. فلا تُهلك بطعامك ذاك الذي مات المسيح من أجله" (رو15:14). فما الفائدة من زمن الصوم وكثرة الصيام ولا نلتفت خلال هذا الزمن إلى الفقير؟ ما الفائدة من زمن الصوم وكثرة الصيام ولا نعمل الخير من أجل نجدة المحتاج فنجعل من ذلك اقتصاداً وتوفيراً وننسى عالم الروح؟ وما الفائدة من زمن الصوم وكثرة الصيام والإنسان مملوء غضباً وحقداً وحسداً وكذباً وعبادة الكبير من أجل مصلحة الحياة والكبرياء ولا يترك مجالاً للغفران والمسامحة وحفظ الذات من أجل جميع الدنيويات؟.

لذا ختاماً يجب أن لا تكون خياراتنا في الأطعمة والمشروبات سبباً للخصام مع إخوتنا لأن المحبة يجب أن تحكم أولاً وآخراً في كل أصوامنا. فالصوم ضروري ولكن ليس فقط الصوم الجسدي بل أيضاً الصوم عن الكراهية والحقد والنميمة والكذب والغيرة، وإلا ما فائدة إفراغ البطون ولا نملأ القلوب بحبّ الآخر المختلف. فالصوم رسالة تقودنا إلى أن نكون قديسين... نعم وآمين، وإلى الحلقة الثانية "إنه زمن الصلاة".










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5674 ثانية