الكلدان في الولايات المتّحدة... أميركيّون مرتبطون بجذورهم العراقيّة      اكليروس ومجلس وجميع لجان الكاتدرائية البطريركيّة يهنئون قداسة البطريرك مار آوا الثالث بمناسبة ذكرى ميلاده      البطريرك ساكو يستقبل النائب الفرنسي Aurelien Pradié      سرايا أنصار السنّة تُصدر تهديدات خطيرة لمسيحيي سوريا      لا يمكن تصوّر سورية من دون المسيحيّه والمسيحيين      البطريرك المسكوني يشيد بالتزام البابا لاون لاستعادة الوحدة المسيحيّة الكاملة      البطريرك ساكو يستقبل السفيرة الإسبانية      الجلسة الإفتتاحية للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، الفاتيكان      «أخوّة ومحبّة»... رسالة دعم لضحايا تفجير كنيسة دمشق      زيارة تفقدية لنيافة الحبر الجليل مار تيموثاوس موسى الشماني الى مجلس السريان / برطلي      إقليم كوردستان ينفي مزاعم إيرانية حول هجوم على "قاعدة إسرائيلية" قرب مطار أربيل      سيول مدمّرة تضرب تكساس.. وارتفاع عدد الضحايا إلى 24 وفاة      ترامب يعبّر عن استيائه من بوتين: يريد فقط مواصلة قتل أشخاص      من الطفولة إلى النسيان.. لماذا لا نتذكر ذكرياتنا المبكرة؟      غمس البسكويت في الشاي.. خبراء يحذرون من مخاطر صحية      مونديال الأندية.. تشلسي يتخطى بالميراس ويدخل المربع الذهبي      مكافحة إرهاب كوردستان: إسقاط مسيّرة مفخخة قرب مطار أربيل الدولي دون خسائر      حديقة "فايدة" الأثرية في قضاء سميل.. كنز آشوري يعود إلى عام 2700 قبل الميلاد      المحكمة العليا تؤيد ترمب في معركته لترحيل مهاجرين إلى دولة ثالثة      الصدر يؤكد مجددا مقاطعته انتخابات العراق.. ويدعو لحل الميليشيات
| مشاهدات : 1519 | مشاركات: 0 | 2024-02-15 09:57:59 |

تأملات في مراحل درب الصليب

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

بعد أيام سندخل في عبادة خاصة عبر الصوم الأربعيني وهي التأمل في مراحل درب الصليب، فمنذ أربع وعشرين قرناً عُلِّق يسوع الناصري على الخشبة، وما زال - رغم عُرْيِهِ وجِراحاتِهِ وصَلْبِهِ - المعلّم الكبير والوحيد للبشرية. وما زال الصليب منارة تشعّ أكثر بكثير من منائر المعرفة في عالم الزمان من جامعات ومعاهد ومدارس ملأت الدنيا تيارات فكرية وتعاليم مختلفة.

وما يملأه الصليب ليس إلا مواهب منحتْها السماء لأبناء الأرض من نِعَمٍ، كالمحبة والسلام والغفران والمسامحة والخدمة والعطاء، وكل ما يمتّ بصلة من أجل خلاص الإنسان، لأنّ المحبة أعطت "ذاتها من أجل الإنسان ودعتهم أحبّاء" (يو13:15-15). وقد ظهرت هذه المحبة على خشبة الصليب حيث سفك المسيح دمه لأجل خلاصنا فكان ضحيةً وحَمَلاً لتقدمة الخلاص.

ورياضة درب الصليب محطة من المحطات الإيمانية التي أنشأتْها الكنيسة للتوقف من أجل التأمّل في فحص الذات ومسيرة الخلاص. وهي اليوم أكثر العبادات إنتشاراً في بلداننا الشرقية وفي وطننا الجريح - على الصعيد الفردي كان أم الجماعي - والتي تقام في فترة الصوم الأربعيني، وهي تدخل ضمن الفترة الإستعدادية لأعياد الفصح والقيامة المجيدين. وهناك أديرة وأشخاص يمارسون هذه الرياضة الروحية المقدسة كل جمعة من جُمَعِ السنة بأكملها، ومن هؤلاء القديس البابا يوحنا بولس الثاني.

فرياضة درب الصليب وسيلة لعيش عمق الحب عبر التأمل في المسيح الحامل صليبه والسائر نحو الجلجلة، وبذلك تكون فعل إيمان عميق ومشاركة بأعظم مرحلة من مراحل مسيرة الخلاص، وبرهاناً أكيداً على عطاء حبّ الآب بتقديم إبنه يسوع ضحيةً وكفّارةً عن خطايانا.

فلنمارس يا أعزائي هذه الرياضة الروحية المقدسة بكل تأمل وإدراك لعظمة الحب الذي خصّنا به الله، ولنعمل على حمل الصليب مهما كانت الطريق مظلمة وشاقة وطويلة، فإننا لا نسلكها لوحدنا فالله معنا. والمسيح رغم كونه إلهاً قد صار طائعاً حتى الموت، موت الصليب.

ولا نظنّ أن الله تاجرٌ نعطيه بعض الصلوات فيعطينا الطمأنينة والسعادة في السماء، وهنا الخطيئة الكبرى، وإنما مسيرة الصليب هي شهادة وبطولة، بل ممارستنا لرياضة درب الصليب هي إدراكنا أن خطيئتنا شوّهت صورة الله فينا وجعلتها تتوافق مع أهوائنا وأفكارنا. فلا تخجل أيها المسيحي أن تعترف بخطاياك بكل صراحة لتنال غفران السماء بالمسيح يسوع، وعلى عيش حقيقة الإيمان في التقدم إلى العمق وليس عاطفة الكلمات في عيش السطحية القاتلة، فالإيمان المسيحي ليس هوية فقط بل هو مسيرة إيمان وحياة وتوبة وعودة إلى حضن الآب، لأن الحياة المسيحية جهاد مستميت ويومي للوصول إلى الله، فلا تخف أن تكون لله.

قد يكون الصليب وجعاً وألماً، وقد يكون إنعزالاً عن بعض الحلقات البشرية، وقد يكون نوعاً من الموت، فإنّ مَن يقبل الصليب عليه أن يقبل الموت. فإمّا أن نُبقي إيماننا سطحياً دون إنتماء وإمّا أن نزرعه في القلوب لا بل في أعماق قلوبنا، لنكون أرضاً صالحة تقبل بذرة الخلاص عبر عطاء حب المسيح في حمله الصليب لأجلنا. فالصليب يجب أن يكون في مركز مسيرتنا الأرضية، ولنجعل من المسيح غاية حياتنا كما في السماء كذلك على الأرض.










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.9169 ثانية