الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في المقرّ البطريركيّ الصيفيّ-الديمان. | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
الديمان, الأحد 7 سبتمبر، 2025
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ كلمة الله هي روح الحياة المسيحيّة وأساسها، وهي تعطي الحضور المسيحيّ في الشرق الأوسط معنًى وتنعشه، «فلا يكون حضورنا مجرّد انتماء اجتماعيّ أو إنجازات اقتصاديّة، بل ثقافة حياة وحضارة محبّة. والكلمة تذكّرنا بضرورة التزامنا في العالم، والعمل لأجل العدالة والمصالحة والسلام، ولأجل الإسهام في جعل المجتمع أكثر إنسانيّةً».
جاء ذلك في خلال ترؤّسه قدّاس الأحد الرابع عشر من زمن العنصرة في المقرّ البطريركي الصيفيّ-الديمان.
وشدّد الراعي على أنّ سماع كلام الله في الإنجيل والعمل بموجبه واجب حياتي لكلّ إنسان، خصوصًا لكلّ مسؤول سياسيّ وإداريّ في الشأن العام. وتابع: «إنّ المسؤولين المدنيّين مدعوّون للعودة إلى "واحد" أساس، هو الالتزام والعمل في سبيل: دولة تُبنى على الحقّ والعدالة؛ ومواطن يحفظ أرضه وهويّته؛ ومسؤول يضع الخير العام قبل المصالح الخاصّة؛ وبناء وحدة وطنيّة داخليّة تعلو فوق الانقسامات، والصراع على النفوذ».
وأشار إلى أنّ اللبنانيّين في حاجة إلى الجلوس عند «قدمَي الحقّ»، والإصغاء إلى رسالتهم التاريخيّة. هذه الرسالة موجّهة اليوم إلى الجميع: إلى المسؤولين السياسيّين: أن يضعوا مصلحة الوطن والشعب كلّه فوق أيّ اعتبار؛ إلى الاقتصاديّين وأصحاب القرار: أن يعيدوا بناء الثقة بالاقتصاد الوطنيّ؛ إلى المواطنين: أن يصمدوا في أرضهم، أساس هويّتهم وتاريخهم؛ إلى المربّين والروحيّين: أن يزرعوا الرجاء في القلوب والقِيم في الرؤوس؛ إلى الشباب: ألا يسمحوا لليأس بأن يقتلع أحلامهم ويقطع جذورهم».
وأردف الراعي: «من إنجيل اليوم ننتقل إلى واقع وطننا. بين مرتا ومريم نجد صورة لوطن يعيش صراعًا بين كثرة الهموم والاضطرابات من جهة، والحاجة إلى ثبات على الأساسيّات من جهة أخرى».
وختم: «وطننا في حاجة إلى "مريم" تجلس عند قدمَي الله لتسمع صوته، وإلى "مرتا" تخدم بصدق وإخلاص... أي إلى قيادة روحيّة تذكّر بالأساسيّات، وإلى مسؤولين يعملون بضمير حيّ. لكنّ العمل بلا إصغاء لكلام الله يتحوّل إلى اضطراب، والإصغاء بلا عمل يتحوّل إلى تقاعس. نحن في حاجة إلى الاثنين معًا. لن يقوم لبنان بالانشغال في الصغائر، بل بالعودة إلى الجوهر، أعني: العيش المشترك، والكرامة الإنسانيّة، والحرّية، والمساواة تحت سقف القانون. هذا هو "النصيب الأفضل" الذي لا يجوز أن يُنتزع منّا، والذي إذا فقدناه لن ينفعنا أي شيء آخر».