أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو      العراق يسعى لتوقيع بروتوكول المياه خلال زيارة أردوغان      وزير الخارجية التركي: حماس مستعدة لإغلاق جناحها العسكري إذا أقيمت الدولة الفلسطينية      مفاجأة ... 5 أنواع من الفواكه تحتوي على نسبة عالية من البروتين      نتائج بطولة (رواد برطلي الثانية) بكرة القدم الخماسية – يوم الثلاثاء      نيجيرفان بارزاني: الوضع في الشرق الأوسط مرشّح للأسوأ إن لم يبدأ حوار بين جميع الأطراف      10 الاف عن كل يوم.. البرلمان ينظر بمقترح "بيع الحريّة" للمحكومين
| مشاهدات : 1717 | مشاركات: 0 | 2016-06-11 10:08:43 |

حوار ما قبل اللقاء لغبطة أبينا البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى

وسام كاكو

 

القسم الثالث – الجماعات الإنجيلية

 

طرحتُ أسئلة كثيرة في القسم الثاني من هذا المقال وسأجيب عليها فيما بعد لأني أريد أولا أن أنهي عرضي للأفكار الواردة في مقال غبطة أبينا البطريرك ساكو وبعدها سأعرض إجاباتي على الأسئلة التي وردت في سياق أقسام هذا المقال.

لكي نبحث في مشكلة تسرب أبناء الرعية الى الجماعات الإنجيلية التي وردت في موضوع أبينا البطريرك نطرح سؤالا مهما وهو: هل يمتلك العلماني دورا فاعلا في كنيستنا الكلدانية وكيف نستطيع تطوير هذا الدور؟

في بداية التسعينات دعاني أحد الأصدقاء في كاليفورنيا للذهاب معه الى الكنيسة الإنجيلية التي كان يذهب إليها، فقلت له بأني مُلتزم بالذهاب الى كنيستنا الكلدانية ولا أريد الذهاب الى أية كنيسة أخرى ولكني وافقت على طلبه بعد مدة وذهبت معه فقط للإطلاع. أول ما لفت نظري عندهم هو إن معظم الحاضرين كانوا من الكلدان وكان بعضهم من جنسيات عربية أخرى، وإنهم يمتلكون نظاما إجتماعيا جميلا بحيث يعرف أحدهم الآخر ويعرف تفاصيل كثيرة عن حياته ويُشاركه في مناسباته وهمومه ويجعله يشعر بقيمته الإنسانية ضمن الجماعة التي يحضر معها وكان الواعظ يعرفهم فردا فردا ويطلب من بعضهم أن يقودوهم في الصلاه بين الحين والأخر. عرفتُ منهم إنهم يزورون بعضهم البعض في بيوتهم ويبدون المساعدة للمحتاج منهم، ويُصلون ويطلبون للمريض والمحتاج منهم بمبادرات شخصية ويقدمون كل ما يستطيعون في خدمة بعضهم البعض.

الخلل الذي وجدتُه عند الجماعة الإنجيلية هو إنه لا يُمكن بأي حال أن نقارن إجتماعهم بقداسنا لأني وجدته مثل محاضرة في قاعة أو نادي وليس نشاطا مبنيا على أسرار كنسية وصلت مباشرة من تعاليم المسيح والرسل من بعده، لذا لم أقتنع بالناحية الروحية لعملهم، ولكن وللأمانه أقول بأن نظامهم الإجتماعي يمتاز بمميزات لا يُمكن أن نقارنها مع ما موجود في كنيستنا الكلدانية أو الكاثوليكية عموما، لذا بعد أن حضرتُ معهم ثلاث أو أربع مرات توقفت عن الحضور عندهم وكنتُ قبل ذلك قد دخلتُ في نقاش (غير مريح لهم) مع واعظهم بخصوص العذراء مريم مما أدى الى خلاف كبير بيننا وبعدها بفترة قصيرة جدا علمتُ بأن الكنيسة بأكملها قد تم غلقها وإن الكثير من جماعتنا الكلدانيين عادوا الى كنيستنا.

في أحدى المرات سألت سيادة المطران ابراهيم بعد تقاعده: "بخبرتك الطويلة في خدمة المؤمنين والتي تزيد على الخمسين سنة، ما هو برأيك العنصر الأكثر أهمية في جعل المؤمن يرتبط بكنيسته في مجتمعنا؟" أجابني بكل ثقة ووضوح ومن دون أي تردد: "زيارة الكاهن للمؤمن". يا له من جواب رائع مبني على معرفة دقيقة للمشكلة والحل. هذا الجواب يُؤيد ما ذهبتُ إليه في إستنتاجي بخصوص البنية الإجتماعية لدى الجماعات الإنجيلية، صحيح إن المقارنة بين عدد الأعضاء في الجماعة الإنجيلية الواحدة التي قد لا تصل الى الخمسين شخصا تكون مُجحفة بحق كهنتننا الذين يخدمون قداديس يصل عدد الحاضرين فيها الى المئات أو ربما الألاف، وصحيح أيضا إن زيارة كل أبناء الرعية الذين يصل عددهم الى عشرات الألاف أحيانا تبدو عملية معقدة وغير ممكنة ولكن بعض الكهنة في الكنائس الكاثوليكية الأمريكية إستطاعوا حل هذه المشكلة من خلال القول للمؤمنين الذين يطلبون زيارتهم بأنهم عبارة عن خدام لهم وإن سكرتارية الكنيسة هي التي تتحكم بمواعيدهم لذا يرجون المؤمنين أن يُحددوا الموعد الذي يُناسبهم مع السكرتارية وهم في خدمة كل أبناء الرعية، مع ملاحظة إعطاء الأولوية للحالات الطارئة كالمرضى ومن هم على فراش الموت.

ربما يعرف البعض منكم بأن الواعظ في أغلب الجماعات الإنجيلية يقف عند نهاية إجتماعهم في الباب ويودع الحاضرين الذين يعرفهم كلهم ويتعرف على الجديد فيهم، في حين إن الكاهن الكلداني لديه ممر قصير يقوده من مكان إقامة القداس الى غرفته دون أن يمر بأحد، وحتى لو صادف ومرّ بالمؤمنين فكم يعرف منهم وهل سيُبادر بالذهاب إليهم والترحيب بهم أم سينتظر حتى يركض المؤمنون بإتجاهه؟ الواعظ الإنجيلي يُظهر نفسه خادما لجماعته وهذا ما نفتقده أيضا في كهنتنا.

سلة الأغذية التي تتبرع بها بعض الكنائس الإنجيلية للمحتاجين والتي ورد ذكرها في موضوع غبطة أبينا البطريرك، يُمكن أن تؤثر بعض الشيء إيجابا في البعض كما يؤثر موضوع إيجاد فرص عمل للعاطلين، ولكن مثل هذه النشاطات توجد في بعض كنائسنا أيضا مع فارق واضح هو إن الإنجيلي يطمح الى أن يكسب الفرد الذي يتعامل معه الى جماعته لذا فإن سلوكه يكون قائما على التواضع والفرح والخدمة وهذا يختلف عن أسلوب الذين يُقدمون المساعدات في كنيستنا لأن الدافع في الأساس ليس كسب الشخص المقابل للكنيسة بل المساعدة من أجل المساعدة فقط لذا يُرافق ذلك لدى البعض إحساسا بعمل فضل للمقابل وليس بدافع محبته لعمل الخير من أجل إسم الرب وهذا الكلام ليس بالضرورة صحيحا بحق الكل ولكني أعلم يقينا بأنه في بعض كنائسنا يُمارس القائمون على توزيع المساعدات بعض الفوقية في التعامل وكذلك يعطون الأفضلية لمن يعرفونهم، وفي أحيان كثيرة لا يقفون مع المحتاجين أبدا ولدي قصص حقيقية لما أقوله هنا.

عند مقارنة طريقة شرح الإنجيل في إجتماعات الإنجيليين مع طريقة كرازة وشرح الإنجيل في كنائسنا نلاحظ ضعفا واضحا لدى البعض من كهنتنا يُضاف الى ذلك الضعف الموجود أساسا في البنية المعرفية بالكتاب لدى أبناء شعبنا الذي لم يقرأ معظمه الكتاب المقدس في حياته، لذا فإنهم عند مشاركتهم في إجتماعات الإنجيليين ينبهرون أمام ما يتصورونه عبقرية في معرفة الواعظ بالكتاب المقدس في حين إن معلوماته تكون في أحيان كثيرة أضعف بكثير من البعض من كهنتنا المُبدعين الذين لا يصل صوتهم بالشكل المناسب الى قلب المؤمن. السر الذي أراه وراء نجاج الإنجليين هو إن عملهم يبدأ بإظهار إهتمام عالي بالشخص الذي يريدون كسبه الى جماعتهم وبعدها يأخذونه الى إجتماعاتهم وبسبب النقص المعلوماتي لأغلب جماعتنا بالكتاب المقدس ينبهرون أمام شرح الواعظ الإنجيلي ثم تستمر بعد ذلك علاقتهم معهم بسبب النشاط الإجتماعي فيما بينهم.

تفتقد كنائسنا الى الإرشاد الروحي ويستخف الكثير من الإكليروس بنشاط أو جهد العلماني وأضرب مثلا حصل معي أنا شخصيا. في أحد الأيام ذهبت لزيارة راهبة كاثوليكية أمريكية في ديرها وحضرتُ القداس في الكنيسة التي هي فيها فحصلتُ من خلالها على كتاب عن عبادة الدم الثمين ليسوع المسيح باللغة الإنكليزية فقرأته وأعجبتُ بمحتواه فقررتُ أن أترجمه الى العربية لكي يستطيع أكبر عدد ممكن من الأصدقاء الإستفادة منه. قبل الترجمة تأكدتُ من إن مؤلف الكتاب هو كاهن كاثوليكي ومطبوع بإذن الرؤساء إذ كان توقيع مطران الأبرشية التي صدر عنها موجود على الكتاب ومُباركته مُثبتة فيه. أتممتُ الترجمة وطبعته على نفقتي الخاصة وقد وصلت بعض النسخ منه الى يد بعض النسوة في الأخويات التابعة لأبرشية مار بطرس في غرب أميركا وبدأن يُصلين للدم الثمين ليسوع وبعدها بفترة علمتُ بأن أحد الكهنة في الأبرشية طلب من الكل أن لا يُصلوا هذه الصلاة وقد قالت لي إحدى السيدات علنا بأن السبب الرئيسي هو وجود إسمي كمترجم على الكتاب! أعطى هذا الكاهن إنطباعا للمؤمنين بأن الصلاة الوحيدة المسموح بها من قبلهم كعلمانيين هي صلاة الأبانا والسلام  وطلب منهم أن يثقوا به وبتوجيهاته، لا بل إن إحداهن قالت لأعضاء الخورنة التي هي فيها: "كل صلاة فيها الدم الثمين لا تقتربوا منها!" ربما لم يكن قصد الكاهن في الأساس إيصال الأمور الى هذا المستوى من السوء ولكن حصل ما حصل لدى المؤمنين وأخذ البعض منهم يتداولون هذا الكتاب بسريه فيما بينهم وكأنه كتاب منشورات ضد نظام الحكم في الكنيسة! ما فعله الكاهن هنا هو مصادرة حق المؤمن في ممارسة الصلاة بإعتبارها علاقة شخصية بينه وبين الرب وهذا يُبين مدى عدم ثقة الكاهن بإيمان المؤمن وإمكانية أن يكون في تواصل مع الرب بشكل شخصي.

كل هذا حصل دون أن يطلب مني الكاهن حتى أن أبدي رأيي في الموضوع لا بل إني لم أسمع به إلا بعد مرور مدة من الزمن ونفس هذا الكاهن قال في إحدى كرازاته بأن سفر المزامير في الكتاب المقدس لم يكتب منه داود غير مزمور واحد فقط! ولا أعلم كيف يُمكنه أن يُثقف عقول المؤمنين بمعلومات خاطئة كهذه! ربما لا يعلم بأن الطفل الصغير الآن يستطيع أن يُدقق كل المعلومات التي يسمعها من الكاهن بمحاولة بحث بسيطة في الإنترنت.

هذا الإستخفاف بنشاطات العلمانيين وربما بعقولهم جعل النخبة منهم تبتعد عن رجال الإكليروس ولا تمارس أي دور غير الحضور الى القداس وحتى هذا لا تقوم به بشكل منتظم في أحيان كثيرة. هذه الفجوة في الثقة بين الإكليروس القائد الفاهم المخدوم وبين العلماني الساكت المطيع المُستخف بنشاطه أصبحت أوسع مع إنتشار وسائل الإعلام الحديثة إذ أصبح بإمكان المؤمن أن يدخل عبر الإنترنت الى كرازات مؤثرة جدا لأباء كاثوليك من جنسيات أخرى وعندما يقارنها مع ما يسمعه أيام الأحاد في  كنيستنا يرى مقدار الضعف الذي نعاني منه في كنيستنا.

لتصويب هذا الوضع المُختل يجب أن تُعطى للعلماني فرصة أكبر في إدارة الكنيسة وأن يتفرغ الكاهن للعمل الروحي الذي يعاني فيه من ضعف واضح وأن يُدرب الكاهن نفسه على سماع أراء غيره بالقبول والمحبة وليس للإستئناس بها فقط ومن ثم العمل بها أو بعكسها بمشورة العلمانيين المحيطين به وليس بإعتباره صاحب القرار الوحيد والأخير.

سنُكمل معكم في القسم القادم.

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6338 ثانية