الثقافة السريانية تشارك في ختام فعاليات مهرجان عيد الصليب في شقلاوا      الاتحاد السرياني وحراس الأرز: لا إنقاذ للبنان إلا بسحب السلاح والالتزام بمسار السلام      ندوة عن المواقع الأثرية المسيحية بمتحف البحرين الوطني      بيان المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري (سورايا) بمناسبة الذكرى 56 لمذبحة قرية صوريا      الرئيس بارزاني يستقبل عدداً من الشخصيات الآشورية المقيمة في الولايات المتحدة      نيجيرفان بارزاني يستقبل وفداً من آشوريي أمريكا ويؤكد على سياسة الإقليم في حماية المكونات وثقافة التعايش      مسرور بارزاني لمجموعة من الشخصيات الآشورية الأمريكية: نؤكد التزامنا بصون حقوق مختلف المكونات       المجلس الشعبي يستقبل وفد اشوري قادم من امريكا      سيادة المطران اوشاكان كولكوليان رئيس طائفة الارمن الارثوذكس في العراق واقليم كوردستان يترأس قداسا بمناسبة عيد الصليب المقدس      المسيحيون في شمال العراق يوحّدون صفوفهم في مهرجان إيماني: "إيماننا أقوى من الاضطهاد"      الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح والعذراء مريم عبر العصور      ألونسو: هدف ريال مدريد الفوز بدوري الأبطال..ونعوّل على مبابي      ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال.. قاتل يتخفى في صمت      البابا في يوبيل التعزية: العزاء يأتينا من الإيمان الراسخ والثابت      مساحات خضراء بمعايير أوروبية.. أربيل على خطى مدريد وباريس      ترامب يهدد بفرض حالة طوارئ وطنية في واشنطن      FDD تشكك في فعالية اللجنة العراقية المُكلّفة بالتحقيق في "تهريب النفط الإيراني بوثائق عراقية"      دراسة تكشف تأثير "تيك توك" وتطبيقات الفيديو على سلوك الأطفال      غوارديولا يشيد بلاعبيه.. ويحذر من "هذا الخطأ" أمام نابولي      "أسرار خفية" في الشاي الأخضر.. تغير قواعد الصحة والوزن
| مشاهدات : 1308 | مشاركات: 0 | 2019-09-07 10:03:55 |

موضوع السبت: الاُختان مرتا ومريم: ضيافة المائدة وضيافة الكلمة

البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو

 

لكلِّ حدثٍ أو آيةٍ في الكتاب المقدس شيءٌ مهمٌ يقوله لنا. ففي خبر الاُختين مرتا ومريم يتكلم عن أبعاد الضيافة (لوقا 10: 38-42).

1- الضيافة رقيقة مثل الحب، وفسحة لخلق الثقة والعلاقة الأخوّية. في هذا النص يتكلم لوقا عن اُختين مريم ومرتا من بلدة “بيت عنيا” التي تبعد 5 كلم عن القدس. وكان لبيت عنيا مكانة رمزية خاصة عند يسوع، حيث كان “المعلم” يترددُ الى بيتِ هذه العائلة الصديقة. وبيت عنيا يعني بيت العناء – الألم، حولَتهُ الاُختان الى دار الضيافة المزدوجة: ضيافة المائدة وضيافة الكلمة، من خلال استقبالهما ليسوع وتلاميذه برحابة وسخاء وفرح. الضيافة رائعة مثل الحب، فعندما نستقبل الآخرين ونُظهِر لهم حبنا وإعجابنا ونضيَّفهم، نفتح أمامهم المجال لصداقة عميقة.

2-الضيافة ضرورية، لا سيما في جوِّ كاجوائنا المشحونة بالأنانية والجشع والفساد. تُعَدُّ الضيافة في تراثنا المشرقي، من مكارم الأخلاق، لأن لها قيمة كبيرة في الحياة. أَمَا نقول لضيوفنا “أنتم أهل الدار ونحن الضيوف”؟ أتَذكَّر عندما كان يأتينا بعض الأشخاص، من دون موعد، وقت الغذاء أو العشاء، كان والدي يحمل صينية الطعام لهم، ونبقى نحن الأطفال لنأكل أي شيء، يقيناً منه أن الضيافة حيّزٌ أساسي لتعزيز الصداقة. إن إبراهيم أبو المؤمنين رمزٌ للضيافة، حينما إستقبل ثلاثة أشخاص غرباء في خيمته البسيطة (تكوين 18: 2-5).

3- مرتا، ضيافة المائدة. مرتا سعيدة بإستقبال “المعلم” في بيتها. وراحت تُعِدُّ مائدة عامرة بالطعام تليق بالضيف الخاص. الضيافة تجعل الله حاضراً كما حصل لتلميذي عماووس (لوقا 24: 28-32). الضيافة تحرر القلب، فتعكس وجه الله الآب الرائع (مَثل الأب الحنون في لوقا فصل 15). يقول اقليمس الاسكندري، أحد آباء الكنيسة الاولى: “ان رأيت اخاك، رأيت الله”. فوَجهُ الله ينعكس على وجه الانسان الذي ينفتح على الآخرين ويحبهم ويخدمهم، خصوصاً أولئك الذين يحتاجون الى المحبة والخدمة، فينطبع على وجهه وجه يسوع.

4- مريم، ضيافة الكلمة. يسوع يريد أن يكشف لنا بعدا آخر للضيافة وهو الأعمق والاهم، وذلك  من خلال مريم التي تستقبل “الكلمة المحيّية” وتنفتح لها باندهاش فتدخل الى كيانها وتجعل من بيتها – قلبها مكاناً يتكلم الله فيه: “وكانَ لَها أُختٌ تُدعى مَريم، جَلَسَت عِندَ قَدَمَي الرَّبِّ تَستَمِعُ إِلى كَلامِه”.  يقول يسوع  لمرتا ما لم تتوقعه:” فَقدِ اختارَت مَريمُ النَّصيبَ الأّفضَل، ولَن يُنزَعَ مِنها”. بهذا القول يؤكد يسوع اننا عندما نُصغي الى الكلمة، نكون قد اخترنا النصيب الأوفر والذي لن يستطيع أحدٌ أن ينزعه منّا، لأنه صار في كل كياننا.

5- الكنيسة منذ تاسيسها كانت وتبقى المكان الذي يلتقي فيه أشخاص مختلفون، في جوّ من الرحابة والصفاء، من خلال الاحتفال بعشاء الرب وعشاء المحبة (الاُخوَّة). كانت الجماعة الاولى تحتفل بعشاء المحبة agape ثم بالافخارستيا – القربان أو على العكس. هكذا كانوا يصلّون معاً ويتقسامون الهموم والأفراح والآمال. وفي قرانا العراقية لايزال المؤمنون يفعلون الشيء نفسه يوم عيد شفيعم، فيجلبون الطعام من بيوتهم ليتناوله الحضور، ويسمّونه شهرا أو شيرا. هذا الاستقبال والضيافة المزدوجة تساعد على النضوج والنمو إنسانياً واجتماعياً وروحياً.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6083 ثانية