قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل القنصل العام للمملكة الأردنية الهاشمية في أربيل والوفد المرافق له      غبطة البطريرك يونان يزور سيادة رئيس أساقفة أبرشية باريس اللاتينية، باريس - فرنسا      سوريا تستعدّ لعيد الميلاد وسط مناخ سياسيّ جديد      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل السيّد يوحانا يوسف، رئيس مجلس إدارة منظمة إغاثة نينوى، وحضرة القاضي رائد إسحق      أمسية ميلادية تفيض بفرح الأطفال في إيبارشية أربيل الكلدانية      المشرق تحت الاختبار: نزيف الوجود المسيحي السوري      الملك تشارلز الثالث يدعم المسيحيين المضطهدين حول العالم      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يصل إلى كيرالا في زيارة خاصة لقضاء خلوة روحية في دير مار إغناطيوس إلياس الثالث في مانينيكارا      نيافة المطران مار نيقوديموس متي شرف يشارك في اجتماع اللّجنة التنفيذيّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط المنعقد يومي الأربعاء 10 والخميس 11 كانون الأوّل/ ديسمبر 2025، في بيروت.      الهوية الثقافية السريانية في لبنان وتطورها عبر العصور      البابا يشدد على أهمية الحوار ونزع سلاح الكلمات من أجل دبلوماسية صادقة      تحذير لمستخدمي أندرويد.. برمجية جديدة تمنح وصولا كاملا إلى الهواتف      واشنطن تعمل على حماية البنية التحتية لكوردستان وتحذر من "الميليشيات" بالحكومة العراقية المقبلة      أسبوع كامل من الامطار والعراق يقترب من درجة الانجماد      تحذير جديد من مشروبات الطاقة: تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية      الجماهير الأوروبية تتهم "فيفا" بالخيانة بسبب أسعار تذاكر كأس العالم      عملية سرية بالمحيط.. قوات أميركية تعترض شحنة عسكرية صينية متجهة لإيران      البيان الختامي لاجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط - بيروت، 10 و11 كانون الأول/ ديسمبر 2025      مقابلة مع المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لجائزة زايد للأخوة الإنسانية      أجواء شتوية وموجة أمطار وثلوج تجتاح إقليم كوردستان
| مشاهدات : 1316 | مشاركات: 0 | 2019-09-07 10:03:55 |

موضوع السبت: الاُختان مرتا ومريم: ضيافة المائدة وضيافة الكلمة

البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو

 

لكلِّ حدثٍ أو آيةٍ في الكتاب المقدس شيءٌ مهمٌ يقوله لنا. ففي خبر الاُختين مرتا ومريم يتكلم عن أبعاد الضيافة (لوقا 10: 38-42).

1- الضيافة رقيقة مثل الحب، وفسحة لخلق الثقة والعلاقة الأخوّية. في هذا النص يتكلم لوقا عن اُختين مريم ومرتا من بلدة “بيت عنيا” التي تبعد 5 كلم عن القدس. وكان لبيت عنيا مكانة رمزية خاصة عند يسوع، حيث كان “المعلم” يترددُ الى بيتِ هذه العائلة الصديقة. وبيت عنيا يعني بيت العناء – الألم، حولَتهُ الاُختان الى دار الضيافة المزدوجة: ضيافة المائدة وضيافة الكلمة، من خلال استقبالهما ليسوع وتلاميذه برحابة وسخاء وفرح. الضيافة رائعة مثل الحب، فعندما نستقبل الآخرين ونُظهِر لهم حبنا وإعجابنا ونضيَّفهم، نفتح أمامهم المجال لصداقة عميقة.

2-الضيافة ضرورية، لا سيما في جوِّ كاجوائنا المشحونة بالأنانية والجشع والفساد. تُعَدُّ الضيافة في تراثنا المشرقي، من مكارم الأخلاق، لأن لها قيمة كبيرة في الحياة. أَمَا نقول لضيوفنا “أنتم أهل الدار ونحن الضيوف”؟ أتَذكَّر عندما كان يأتينا بعض الأشخاص، من دون موعد، وقت الغذاء أو العشاء، كان والدي يحمل صينية الطعام لهم، ونبقى نحن الأطفال لنأكل أي شيء، يقيناً منه أن الضيافة حيّزٌ أساسي لتعزيز الصداقة. إن إبراهيم أبو المؤمنين رمزٌ للضيافة، حينما إستقبل ثلاثة أشخاص غرباء في خيمته البسيطة (تكوين 18: 2-5).

3- مرتا، ضيافة المائدة. مرتا سعيدة بإستقبال “المعلم” في بيتها. وراحت تُعِدُّ مائدة عامرة بالطعام تليق بالضيف الخاص. الضيافة تجعل الله حاضراً كما حصل لتلميذي عماووس (لوقا 24: 28-32). الضيافة تحرر القلب، فتعكس وجه الله الآب الرائع (مَثل الأب الحنون في لوقا فصل 15). يقول اقليمس الاسكندري، أحد آباء الكنيسة الاولى: “ان رأيت اخاك، رأيت الله”. فوَجهُ الله ينعكس على وجه الانسان الذي ينفتح على الآخرين ويحبهم ويخدمهم، خصوصاً أولئك الذين يحتاجون الى المحبة والخدمة، فينطبع على وجهه وجه يسوع.

4- مريم، ضيافة الكلمة. يسوع يريد أن يكشف لنا بعدا آخر للضيافة وهو الأعمق والاهم، وذلك  من خلال مريم التي تستقبل “الكلمة المحيّية” وتنفتح لها باندهاش فتدخل الى كيانها وتجعل من بيتها – قلبها مكاناً يتكلم الله فيه: “وكانَ لَها أُختٌ تُدعى مَريم، جَلَسَت عِندَ قَدَمَي الرَّبِّ تَستَمِعُ إِلى كَلامِه”.  يقول يسوع  لمرتا ما لم تتوقعه:” فَقدِ اختارَت مَريمُ النَّصيبَ الأّفضَل، ولَن يُنزَعَ مِنها”. بهذا القول يؤكد يسوع اننا عندما نُصغي الى الكلمة، نكون قد اخترنا النصيب الأوفر والذي لن يستطيع أحدٌ أن ينزعه منّا، لأنه صار في كل كياننا.

5- الكنيسة منذ تاسيسها كانت وتبقى المكان الذي يلتقي فيه أشخاص مختلفون، في جوّ من الرحابة والصفاء، من خلال الاحتفال بعشاء الرب وعشاء المحبة (الاُخوَّة). كانت الجماعة الاولى تحتفل بعشاء المحبة agape ثم بالافخارستيا – القربان أو على العكس. هكذا كانوا يصلّون معاً ويتقسامون الهموم والأفراح والآمال. وفي قرانا العراقية لايزال المؤمنون يفعلون الشيء نفسه يوم عيد شفيعم، فيجلبون الطعام من بيوتهم ليتناوله الحضور، ويسمّونه شهرا أو شيرا. هذا الاستقبال والضيافة المزدوجة تساعد على النضوج والنمو إنسانياً واجتماعياً وروحياً.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5015 ثانية