تناول الفول السوداني كاملاً، وبكميات معتدلة، قد يشكل خطوة بسيطة وفعالة لدعم الصحة على المدى الطويل (رويترز)
عشتارتيفي كوم- العربية نت/
كشفت دراسة إسبانية حديثة عن سر طبيعي للحفاظ على الشباب بعيداً من الحقن والجراحات التجميلية وكريمات مكافحة الشيخوخة، يتمثل في تناول حفنة من الفول السوداني غير المملح يومياً، بما يعادل نحو 25 غراماً من الحبوب الكاملة مع القشرة.
ووفقاً لما نشرته مجلة "Antioxidants" العلمية، أوضح الباحثون في جامعة برشلونة أن هذه العادة الغذائية قد تبطئ من شيخوخة الخلايا عبر الحفاظ على المؤشر البيولوجي لعمرها، مشيرين إلى أن نتائجهم جاءت امتداداً لأبحاث سابقة أثبتت أن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة قد تقلل من معدل شيخوخة الخلايا.
ويحتوي الفول السوداني على مستويات مرتفعة من مضادات الأكسدة، وهي مركبات طبيعية موجودة بكثرة في الأطعمة النباتية، التي تلعب دوراً في حماية الخلايا من التلف الناتج من الجذور الحرة وإبطاء عملية الشيخوخة.
مضادات الأكسدة… خط الدفاع عن الخلايا
تعمل هذه المركبات على مواجهة الجذور الحرة، وهي جزيئات ضارة تتسبب في إتلاف الخلايا السليمة وتسريع تدهورها. ويشير الباحثون إلى أن دور مضادات الأكسدة يتجاوز إبطاء الشيخوخة، إذ قد يسهم أيضاً في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
وأجرى فريق جامعة برشلونة تجربته على 58 متطوعاً شاباً يتمتعون بصحة جيدة، إذ قسموا إلى مجموعتين، الأولى تناولت 25 غراماً من الفول السوداني يومياً لمدة ستة أشهر، والثانية تناولت وجبة يومية من زبدة الفول السوداني.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قدم المشاركون خلال فترة التجربة عينات من اللعاب بانتظام لتحليل الحمض النووي وفحص طول التيلوميرات، وهي الأغطية الواقية في أطراف الكروموسومات التي تتقلص تدريجاً مع التقدم في العمر.
أظهرت نتائج التحاليل أن معدل تقلص التيلوميرات لدى المجموعة التي تناولت الفول السوداني كان أقل بنحو النصف مقارنة بالمجموعة التي تناولت زبدة الفول السوداني، وبين العلماء أن إبطاء تقلص هذه الأغطية الواقية قد يسهم في إطالة العمر وتحسين الصحة على المدى البعيد.
وجاء في التقرير أن "تقصير التيلوميرات يرتبط بأمراض مرتبطة بالتقدم في العمر، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، لكن تناول الفول السوداني قد يسهم في الحد من هذه الأخطار".
وأوصى الباحثون باختيار الفول السوداني غير المملح لتفادي ارتفاع ضغط الدم، مؤكدين أن الفائدة الأكبر تتحقق عند تناول الحبوب الكاملة مع القشرة.
تأثير الفول السوداني
وتعليقاً على نتائج الدراسة، قالت اختصاصية التغذية لين أسامة في حديثها مع "اندبندنت عربية" إن السبب وراء التأثير الإيجابي للفول السوداني يعود لاحتوائه على مضادات أكسدة قوية تقلل الإجهاد التأكسدي، ودهون غير مشبعة تدعم صحة القلب والأوعية الدموية، إضافة إلى ألياف غذائية تحافظ على صحة الجهاز الهضمي والميكروبيوتا، فضلاً عن عناصر غذائية دقيقة، مثل المغنيسيوم وفيتامين "هـ" والنياسين، التي تسهم في الحفاظ على صحة الخلايا وشبابها.
وأشارت إلى أن زبدة الفول السوداني لم تحقق النتائج نفسها، مما يدل على أن تناول الفول السوداني كاملاً، وبكميات معتدلة، قد يشكل خطوة بسيطة وفعالة لدعم الصحة على المدى الطويل، مع ضرورة التحكم في الكمية لتجنب زيادة الوزن.