الأب كايلي يسلّم المطران حنّو أيقونة «أمّ المسيحيّين المُضطَهَدين» | مصدر الصورة: الأب بندكت كايلي
عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
بغديدا, الأربعاء 20 أغسطس، 2025
تعود علاقة الأب بندكت كايلي بالعراق ومسيحيّيه إلى العام 2015 حين زار البلاد متضامنًا معهم وداعمًا جهود مؤسّسة «عون الكنيسة المتالّمة» في إسكان ضحايا التهجير القسريّ وإطعامهم، فارتبط وجدانه بهؤلاء المسيحيّين المضطهَدين لأجل إيمانهم، وتكرّرت زياراته واتّسع دعمه.
أثمرت جهود كايلي عام 2016 تأسيس منظّمة nasarean.org بشكلٍ رسميّ، قاصدًا تكريس كهنوته للتبشير والكتابة وإطلاع العالم على معاناة مسيحيّي الشرق الأوسط واضطهادهم «فضلًا عن السعي إلى إيجاد فرص عمل تساعدهم على الثبات في أرضهم التاريخيّة، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقّق دون مصدر رزق»، كما قال الأب كايلي في حديثه عبر «آسي مينا».
وأضاف: «على مدى عشر سنواتٍ من الخدمة، دعمت منظّمتنا أكثر من 60 مشروعًا صغيرًا، في العراق وحده، فضلًا عن مشاريع أخرى في: سوريا، لبنان، مصر، أرمينيا، والأردن». وتابع: «ندعم المشاريع الصغيرة والعائليّة لمساعدة العائلات لتبقى متجذّرة في أرض آبائها وأجدادها».
الدعم الروحيّ يسبق الإنسانيّ
منطلقًا من رغبةٍ جادّة في دعوة أبناء الكنيسة إلى تكثيف الصلاة من أجل إخوتهم المسيحيّين المضطهَدين حول العالم وقاصدًا توجيه الانتباه إلى معاناتهم، أطلق الأب كايلي مبادرته الروحيّة لإقامة مزاراتٍ مكرّسة للعذراء مريم تكرَّم فيها أيقونتها «أمّ المسيحيّين المضطَهَدين».
وفصّل كايلي: «لا يمكن أن تكون جمعيّة كاثوليكيّة مؤسِّسها كاهن على غرار أيّ منظّمة إنسانيّة تقدّم مساعداتٍ مادّيّة وحسب. الأحرى بنا أن تكون الصلاة في صميم مبادرتنا، لذا أقمنا هذه المزارات لتكون فسحة صلاةٍ من أجل المسيحيّين المتألّمين، وكثيرون منهم في المهجر، فيمكن أن تكون علامة رجاء لهؤلاء أيضًا. كما أطلقنا هذا العام يومًا عالميًّا للصلاة من أجل المضطهَدين في 24 يوليو/تموز، وسنقيمه سنويًّا في المزارات جميعها».
عقب تكريس أوّل مزار في نيويورك بأيقونة للعذراء حاملةً الطفل يسوع، فاضت البركة بتكريس أيقوناتٍ في لندن، ماساتشوستس، ستوكهولم، وايومنغ، كازاخستان، ويُرتَقَب أن يكون السابع في بغديدا-قره قوش. وتتضمّن مراسم التكريس المعتادة احتفال الأسقف المحلّي بالقدّاس الإلهيّ ومباركته الأيقونة.
«أمّ المسيحيّين المُضطَهَدين» في بغديدا
مع حلول الذكرى الحادية عشرة للتهجير القسريّ، سلّم الأب كايلي أيقونة مزار بغديدا العتيد إلى راعي أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك المطران بندكتوس يونان حنّو الذي أعلن أنّها ستكون ضمن كنيسة مار أفرام الجاري العمل على تشييدها والمؤمل افتتاحها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تشابِه أيقونات «أمّ المسيحيّين المُضطَهَدين» أيقوناتٍ أخرى لكنها تتفرّد باشتراك جميعها بكتابة عنوانها باللغة السريانيّة. «أردتها معبّرةً عن هويّة مسيحيّي العراق واستمراريّتها، ولتذكّر العالم بأنّ لغة المسيح ما زالت حيّةً ومنطوقة في هذه الأرض»، بحسب كايلي الذي يفضِّل أن تكون الأيقونات مكتوبةً بأيدي مسيحيّين من الشرق الأوسط، لتحمل بعدًا رمزيًّا ورسالة دعم لهم ولمجتمعهم. فجاءت أيقونة بغديدا بريشة الشمّاس الفنّان إبراهيم لَلّو، من أبناء برطلّة المتاخمة.
وختم كايلي متوجِّهًا برسالة رجاء إلى مسيحيّي العراق، قائلًا: «لستم منسيّين، فالكنيسة في الغرب تصلّي من أجلكم وتدعمكم لتبقوا في أرضكم التاريخيّة، وتساندكم لتحافظوا على إيمانكم ولغتكم وتراثكم. أنتم هنا منذ ألفَي عام، وهذه المزارات علامة على اهتمامنا بكم ووقوفنا إلى جانبكم».
الأب كايلي والكاردينال أربوريليوس في خلال الاحتفال بمباركة الأيقونة في الكنيسة السريانيّة الكاثوليكيّة في ستوكهولم، السويد في يوليو/تمّوز 2023. مصدر الصورة: الأب بندكت كايلي
الأسقف ماكمانوس في حفل مباركة الأيقونة في ماساتشوستس الأميركيّة. مصدر الصورة: الأب بندكت كايلي
المطران بندكتوس حنّو يتسلّم أيقونة «أمّ المسيحيّين المُضطَهَدين» في بغديدا-قره قوش. مصدر الصورة: الأب بندكت كايلي
مباركة الأيقونة ونصبها في لندن، في أكتوبر/تشرين الأوّل 2022. مصدر الصورة: الأب بندكت كايلي