قداسة البـطريرك مار آوا الثالث يُحيي الذكرى الأربعمائة لاكتشاف لوحة “جينجياو” في الصين      ‎قداسة البطريرك مار افرام الثاني يستقبل معالي وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السيد رائد الصالح      غبطة البطريرك يونان يلتقي فخامة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية، روما      البطريرك ساكو يشارك في الندوة العلمية الموسومة (الاب يوسف حبي)، الإنسان والمفكر      فرنسا: مجلس الشيوخ يطالب بحماية المسيحيين واللاجئين بعد تصاعد الهجمات      دياربكرلي لقناة عشتار: إعلان قداسة المطران مالويان تكريم لتضحيات مسيحيي الشرق في بدايات القرن العشرين      ندوة بمناسبة مرور 60 عامًا على وثيقة الحوار الديني "في عصرنا"      وفد ألماني رفيع يزور كوردستان ويشيد بـ الأمن والتعايش في الإقليم      غبطة البطريرك يونان يلتقي قداسة البابا لاون الرابع عشر على هامش مشاركته في احتفال إعلان قداسة سبعة قديسين جدد -الفاتيكان      اقامة صلاة التشمشت في دير مار دانيال الناسك – سهل نينوى، الأحد 19 تشرين الاول 2025      نيجيرفان بارزاني يرحب بتعيين مارك سافايا مبعوثاً خاصاً إلى العراق      العراق يوافق على تمديد اتفاقية تصدير النفط إلى الأردن      الرئاسة التركية تقرر تمديد بقاء قواتها في العراق      إلى بلد "مجهول".. واشنطن تعتمد وجهة جديدة لترحيل المهاجرين      إصابة لاعب ريال مدريد بجلطة دماغية      دراسة تحذر: تناول اللحوم المصنعة أسبوعيا يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي      البابا لاون: الشعب الأرمني شاهد لإيمان راسخ كالصخر      علماء آثار يكتشفون أرضية فسيفسائية من القرن الخامس تحمل نقشاً باليونانية في قلعة أورهوي (الرها)      صادرات نفط كوردستان تتجاوز الـ 200 ألف برميل يوميا      الأنواء الجوية: أمطار رعدية بدءاً من الثلاثاء وارتفاع في درجات الحرارة
| مشاهدات : 1539 | مشاركات: 0 | 2024-04-16 11:59:08 |

المسيح قام ... حقاً قام (الحلقة الأولى)

المونسنيور د. بيوس قاشا

 

نعيشُ اليومَ في عالمٍ يسيطرُ عليه شبحُ الحروبِ والموت، وسهولةُ قتلِ الإنسان بطرقٍ شتّى. ونبحثُ عن السلام، ولا سلام. وعن الطمأنينة، ولكنَّ الخرابُ يزيد. والأمان، فلا أمان. وإنَّ العيدَ كان لِيَبُثَّ فينا الرجاء، وكم نحن بحاجةٍ في هذه الأيام إلى خلاصٍ وقيامةٍ ورجاء.

وإذ نحنُ في خِضَمِّ هذا العالم نسألُ أنفسَنا اليوم: هل نحن أبناءَ القيامة بالشهادةِ لقيامةِ المسيح، فنخترق كابوسَ الموت بشعلةِ الرجاء، مُنشدين "يا سيدَ الرجاء، هبْ لنا الرجاءَ حيث لا رجاء"؟ وحيث نحن في عالمٍ تستعْبِدُهُ المادةُ والسلطةُ والجاهُ والشهوة، ويقينه العلمُ والبرهان والإيمان بما نهواه. ورغم ذلك، فنحن جميعاً مدعوّون لنُعلِنَ إيمانَنا بالمسيحِ القائمِ من الموت، رغم الشكّ الذي يساوِرُنا أحياناً، والبرهانَ الذي نبتغيهِ أحياناً أخرى. وعن الإنسان الذي مات المسيحُ لخلاصِهِ، ولتفانيهِ من أجلِ محبتِهِ للإنسان، وأحياهُ بقيامتِهِ، والتي بها دحرج الحجرَ عن بابِ عتمةِ قلوبِنا وظلامِ المسيرة. وبها نبشّر إيماناً للأحياء، ورجاءً صالحاً للأموات.

فالقائمُ من الموت هو الربُّ يسوع يجاوبُ على تطلُّعاتِنا، ويقوّي ضعفَنا، لنبقى مع الإيمان بقيامةِ الرب، والتي هي الأساس الذي عليه تُبنى ديانتُنا الجديدة وفي العهد الجديد. فالمسيح قام للحياة وهو يتقدّمُ التلاميذَ إلى الجليل، وبذلك أصبحت الجليل أرضَ البشارة، لأنَّ القيامة تدعونا لتخطّي الماضي مهما كان. فالحياةُ لا يجوز أن تُحبَسَ في الماضي وأحداثِهِ لأنها بشرى القيامة والملكوت والتي تتخطّى أيّ حدثٍ آخر، فهي أساسُ مسيحيَّتِنا، ومن دونِ القيامة لا معنى للإيمان لأن الحياة التي رافقها الحزن والألم وتنتهي بالموت هي حياةٌ باطلة، تنتهي في الفراغ، وهذا هو شأنُ الناس حيث ينتهي عملُهُم بالدفن ووضع الحجر الكبير على القبر، وتنتهي في الضياع، وذاك كان وضعُ التلاميذ حين أنبأَ يسوع بآلامِهِ وموتِهِ ولكنهم لم يفهموا لأنهم لم يصلوا إلى نهايةِ كلامِهِ "وفي اليوم الثالث يقوم"، وحينما أدرك الرسل ذلك أدركوا مَن هو يسوع، وآمنوا بأنه ابن الله.

            نعم، نحن نرى الموت وما يسبقهُ بعيونِنا ونشعرُ به، فما الذي يدفعنا إلى القول بأننا نقوم؟ من هنا ندرك أن القيامة هي فعلُ إيمان، فالمسيحَ قام وهو بِكْرُ الخلائق، هو بِكْرُ الراقدينَ في الموت، وهو الآن بِكْرُ القائمين من حيث أنه مات. ويقول مار بولس: لقد ماتَ مرةً واحدة، ومن حيث أنه حيّ، فهو حيٌّ إلى الأبد.

إنَّ حياتَنا الجديدة هي قيامتُنا، إذ اختلفت بطبيعتِها عن حياتِنا على الأرض (كعودةِ لَعازَر من الموت) فالحياةُ على الأرض من دونِ بشرى القيامة مخيفة ولا معنى لها. فهي ليست خبراً يُنقَل، بل حقيقةً ينبغي أنْ نختبرَها. ويسوع هو الأساس، وعليه نبني حياتَنا، ونحن لا نسأل سواه ولا نطلب جواباً إلا منه فهو معنى لحياتنا إذ عندهُ وحدُهُ "كلامُ الحياةِ الأبدية" (يو68:6).

واليوم كم مرة تنتابُنا خيبةَ الأمل في مسيرةِ حياتِنا، فترانا نحوِّلُ وجهَنا عن الرب، متابعين نشاطَنا اليومي الذي اعتَدْنا عليه. وفي ذلك نرى الربَّ يقصدنا، وإنْ كانت الحياةُ تتجاذبنا فيها تياراتٍ مغرية وخادعة والتي توهمنا باللوعةِ والأسى. ونُدرك أنَّ الإنسانَ ترك المسيح معذَّباً ومائتاً، ولكنّ المسيح لم يفقد ثقتَهُ وإيمانَه بأبيهِ الذي لن يتركه أبداً في الجحيم. وهذه دعوةٌ لنا في هذا الزمن أن تكونَ ثقتُنا كبيرةً بالله وبمواعيدِهِ. فالله لا يتخلّى عن شعبِهِ ومُحبّيه، خاصةً وأنَّ أرضَنا أرض الأنبياء، فلا يمكن أنْ يتركَ أرضَنا أو يتركها للضياعِ والشرّ.

لذلك علينا أنْ لا نجعلَ الخوفَ والقلقَ والشكوكَ تسيطرُ على إيمانِنا ورجائِنا. ولا ندع الشريرَ يهدِّدُ إيمانَنا ويزعزعه. فمهما استبدَّ الضيق فإنَّ الله يحبنا ولن يتركنا، لذا ما علينا إلا أنْ نثقَ بقدرتِهِ وخلاصِهِ وتدبيرِهِ.

فالقيامةُ كانت ولا تزال موضوعاً أوحداً لنا جميعاً. إنه الموضوع الأوحد للكرازة الرسولية في إعلانٍ بسيط كلُّنا نؤمنُ به ونقولُهُ "المسيحُ مات وقام" لأنَّ مار بولس يقول "لو لم يكن المسيح قد قام، لكان إيمانُنا باطلاً" (1كو17:15) فالقيامةُ هي أساسُ حياتِنا المسيحية، وأساسُ كلِّ أعمالِنا وصلاتِنا وقدّاسِنا... وإلى الحلقة الثانية.

 










أربيل - عنكاوا

  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    [email protected]
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    [email protected]
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2025
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.4291 ثانية