هناك سؤالاً قديماً ولكنه لا زال مستمراً ، لماذا خلق الله الإنسان حراً ؟ فمنذ أن يكون الإنسان جنيناً في بطن أمه ، بل منذ أن كان نطفةً لا يتدخل الله في حياته مطلقاً ، وقد يولد مشوهاً نتيجة تأثير الجينات الوراثية أو الأمراض او بتأثيرالأدوية ، وقد يموت في بطن أمه لأسباب وعوامل شتى كثيرة ، وقد يولد ويموت بعد برهة أو يوم أو اسبوع أوشهر أوسنة أو سنوات طالت أم قصرت ، والنتيجة النهائية الموت ، كنتيجة طبيعية لموت الخلايا تدريجياً ، أو بسبب الأمراض او الكوارث الطبيعية او الحروب ، ( وإن تعددت الأسباب فالموت واحدٌ ) .
الكوارث الطبيعية موجودة والجراثيم والفايروسات موجودة قتلت الملايين من البشر على سبيل المثال لا الحصر :
طاعون جستنيان: 541-750 م قتل بين 30 مليوناً إلى 50 مليوناً
الموت الأسود : ( الطاعون الدبلي ) -1347-1351م قتل 25 مليوناً
الجدري : ( في القرنين 15 و 17) قتل 20 مليوناً .
الكولير ا : 1817-1823 م - قتل الملايين .
الإنفلونزا الأسبانية : 1918-1919م ، قتلت أكثر من 50 مليون .
أنفلونزا هونغ كونغ : 1968-1970 قتلت نحو مليون شخص .
المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة : 2002-2003م قتلت 774 شخصاً .
انفلونزا الخنازير: 2009-2010م - وقتلت 151 و575 ألفاً
إيبولا : 2014-2016م –قتل أكثرمن 11 ألف شخص .
وأخرها كان فيروس كورونا : الذي قتل الملايين في كل اقطار العالم تقريباً .
ناهيك عن الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والفيضانات والمجاعة والحروب على مدى التاريخ ، فالحرب العالمية الأولى قتلت اكثر من 16 مليون إنسان ، والحرب العالمية الثانية أكثر من 60 مليوناً قتلوا وهي الأكثر دموية في التاريخ .
يستشف مما تقدّم أن الله القدير له حكمة في حرية الإنسان ولا يتدخل في حياته ، وعقلنا المحدود قد لا يستوعب حكمة الله غير المحدودة ، فوقوع الأحداث والحروب والكوارث الطبيعية بعد أن تصبح من الماضي وأتخذت صفة اليقين ، أي ثابتة ومؤكدة ، والله كان عالماً بما يحدث وما سيحدث مستقبلاً ، فهل يلزمنا لإختيار أفعالنا ؟ ويلغي إختياراتنا الأرادية وحريتنا؟ وهل يتدخل ؟ هذا هو السؤال الذي علينا تداركه وإستيعابه بعمق لتكون المحصلة : الله منحنا كامل الأرادة وحرية الإختيار دون تدخّل أو إلزام .