عشتار تيفي كوم - كوردستان24/
بعد مرور 11 عاماً على هجوم تنظيم داعش على مناطقهم، لايزال آلاف المسيحيين النازحين من سهل نينوى يعتبرون إقليم كوردستان ملاذهم الآمن، إذ يرفض معظمهم العودة إلى بلداتهم الأصلية بسبب فقدان الثقة بالحكومة الاتحادية وخشيتهم من الميليشيات.
ويؤكد هؤلاء أنهم يشعرون بالأمن والحرية في الإقليم، في حين لاتزال مناطقهم الأصلية تعيش تحت تهديدات أمنية متواصلة.
هاني بهنام، أحد النازحين من بلدة برطلة والمقيم حالياً في عنكاوا بأربيل حيث افتتح متجراً صغيراً لإعالة أسرته، يقول لـ كوردستان24: منذ 11 عاماً أعيش هنا ولن أعود، لأن لدي أطفال وأخشى على حياتهم هناك.
مشدداً على أن الحياة في إقليم كوردستان آمنة وتُشكل نموذجاً للتعايش، لكنه لا يثق بمستقبل مستقر في بلدته.
هذا الشعور لا يقتصر على هاني وحده، بل يعكس موقف غالبية النازحين المسيحيين.
رمزي روفائيل، رئيس جمعية "حمديان" للتأهيل، يؤكد أن غياب الخدمات ووجود الميليشيات يحول دون عودة الأهالي.
ويضيف لـ كوردستان24، أن المسيحيين لا يملكون ثقة بالحكومة الاتحادية، بينما تُصان جميع حقوقهم في إقليم كوردستان، بما في ذلك الحقوق الدينية والقومية.
مطالباً بحل قضية المناطق المتنازع عليها، ولا سيما سهل نينوى، وفق المادة 140 من الدستور.
وكانت هجمات داعش قد تسببت بتهجير جماعي لمكونات عدة، لجأ معظمها إلى إقليم كوردستان.
وبمناسبة اليوم الدولي لضحايا العنف القائم على الدين أو المعتقد في 22 آب، جدّدت هذه المكونات مطالبها بإنهاء الانتهاكات التي تستهدفها على أساس ديني أو فكري، خصوصاً في مناطق سهل نينوى.
قصة النازحين المسيحيين لا تُختزل في معاناة النزوح فحسب، بل تعكس أيضاً فقدان الثقة بسلطة لم تتمكن من ضمان الأمن وحياة كريمة لهم.
فبينما ينعمون بالأمان والحماية في كوردستان، تبقى العودة إلى مناطق يغلب عليها نفوذ الميليشيات وغياب الخدمات خطوة محفوفة بالمخاطر، ما يجعل الإقليم بعد أكثر من عقد ما يزال بيتهم وملاذهم الآمن.